إننا نعيش في عالم سريع الخطى نمر في ظروف قاسية بشكلٍ مستمر، والكثير منا يعاني من التفكير الإنفعالي نتيجة هذه الظروف، فما هو التفكير الإنفعالي وما آثاره على تطوير الذات؟ وكيف نتجنبه؟ هذا ما سنطرحه في هذا المقال.
التفكير الإنفعالي أو “التفكير العاطفي” هو نتيجة الظروف السيئة التي يمر بها الإنسان خلال حياته اليومية، أو أثر أحداث حدثت له في ماضيه في فترة الطفولة أو المراهقة أو ماضٍ قريب أو حتى بعيد. مما يجعل الشخص يقيس ويتوقع أحداث مستقبلية متشائمة ليست لها علاقة بالواقع. إذن التفكير الإنفعالي هو يجعلك تفكر بطريقة سوداوية وأكثر سوءاً مما قد يحدث معك، فبتالي ستأخذ عدة قرارات متسرعة ومبينة على العواطف ليس على العقل، والنتائج معظم الأحيان تكون وخيمة.
آثار التفكير الإنفعالي
إن للتفكير الإنفعالي الكثير من النتائج السلبية كتالي:
إتخاذ قرارات غير صائبة
إن التفكير الإنفعالي قد يجعل منك شخص عاطفي، يفكر فقط بمشاعره وليس بعقلانية، فبالتالي ستتخذ عزيزي القارئ القرارات غير الصائبة، إن هذا النوع من التفكير قد يجرفك بسرعة إلى ما لا تحب.
التركيز على مشاعرك أكثر من الموقف نفسه
إن التفكير الإنفعالي يجعلك تركز على نفسك وصورتها أكثر من الموقف نفسه، قد يكون الموقف غير هام، وكل من حولك لم ينته إليه، إلا أنك شخص تفكر في صورتك طوال الوقت، وستظل في دائرة أنك أصبحت في موقف حرج بينما قد يكون كل هذا من محض خيالك فقط نتيجة لتفكيرك الزائد فقط.
التفكير الإنفعالي وصحتك النفسية
إن التفكير السلبي طوال الوقت سؤثر على صحتك النفسية والعقلية، عزيزي القارئ قد تشعر ببعض التعب العام في جسدك، سيصيبك أرق أو بعض الإنزعاج من أي حدث تافه، ستصبح سريع الغضب، كل هذا نتيجة أنك تفكر أكثر من اللازم.
صحتك الجسدية
ستتأثر صحتك الجسدية بالتأكيد، سيصبح عندك الكثير من الأمراض العضوية والتي هي نتيجة الضغط النفسي التي ستضع نفسك فيه.
كيف تتجنب آثار التفكير الإنفعالي
خذ نفساً عميقاً
تنفس، فكر بعقلانية، اخرج نفسك من الموقف وانظر له من بعيد، سترى أنه غير مهم لتعكر مزاجك وتأذي صحتك من أجله، نفسك عزيزة عليك عزيزي القارئ فلا تعش داخل رأسك كثيراً.
تدرب جيداً
إن الأمر ليس بسهل، إنك تتخذ القرارات السريعة نتيجة التفكير الإنفعالي، ومن ثم تدرك أنك ارتكبت خطأً ما، لذلك لا تتسرع، عُد للعشرة دائماً، الأمر ليس بسهل، إنه يحتاج الكثير من التدريب. وليس من أول مرة لذلك درِّب نفسك جيداً وكأنك تروض نفسك.
لا تشعر بالذنب كثيراً
من إحدى أهم النقاط التي تزيد من التفكير الإنفعالي أنك تشعر بالذنب كثيراً حيال الآخرين ومشاعرهم، إذا قلتَ لا لأحدهم ستشعر بالذنب، إذا فضلت نفسك أولاً على أحد ستشعر بالذنب، لذلك نصيحتنا لك، تدرب أن تقول لا، لتكون أول خطوات حل التفكير الإنفعالي عندك.
بالنهاية، يمكن التعامل مع التفكير الإنفعالي وكأنها مشكلة تريد حلها، تأملها جيداً، ثم قم بتأمل ذاتك لاستعراض المخاوف والندم والشعور بالذنب وكل شيء. إذا كنت غير قادر على السيطرة قم بإخبار معالج نفسي، سيكون المعالج مفيدًا جدًا في تقديم جلسات علاجية معرفية. لا تخجل من طلب المساعدة، إنها ضرورية.
باختصار، التفكير العاطفي له تأثير ضار خطير على صحة المرء. إنه يدمر القدرة على التفكير الإيجابي. إنه يفسد راحة البال. إذا تحطمت راحة البال، فإن المرء يتبنى سلوكًا رجعيًا. يصبح السلوك الرجعي ضعفًا لدى الآخرين ليغضبه في الظروف العادية. لذلك، يجب أن تدرك الأمور وتسارع بالحل.
اترك تعليقًا