“إنه لا يستسلم أبدا، لا يَكُف عن المحاولة”، في هذا المقال سأعرض أهم المبادئ الذي تكلم عنها الكاتب المشهور مارك مانسون في كتاب فن اللامبالاة. فن اللامبالاة هو كتاب لعيش حياة تخالف المألوف، والذي يتحدّث فيه الكاتب عن أن الإنسان لا يجب بالضرورة أن يكون إيجابيّاً طوال الوقت، وأن المفتاح إلى بشر أكثر قوة وسعادة كامن في التعامل مع الشدائد تعاملاً أفضل.
لا تُحاول
نبدأ بالفصل الأول من هذا الكتاب بذكر قصة حياة الروائي الشهير بوكوفسكي فقد عانى الفشل في معظم سنين حياته وقوبلت كتاباته بالرفض وكان مدمنًا وعندما بلغ بوكوفسكي الخمسين عامًا وافق أحد المحررين على نشر كتاباته فكتب أول رواية له بعنوان مكتب البريد وهنا بدأ نجاح بوكوفسكي بعد سنوات من الفشل وإحتقار الذات، وعبارة لا تحاول هي العبارة التي على قبره. يقول الكاتب أن نجاح بوكوفسكي لم يكن نابعًا من تصميمه على الفوز بل من حقيقه إدراكه أنه فاشل، وهذا ما تعنيه عبارة لا تحاول.
يقول مارك مانسون أن النصائح بالتوقعات والآمال الإجابية ( كن أكثر ثراءً، أكثر ذكاءً، أكثر صحة، أكثر سعادة…) هي في الواقع نصائح تركز على ما أنت مفتقر إليه وما تراه نقائصك الشخصية، فعلى سبيل المثال أنت تتعلم أشياءً من قبيل أفضل الطرق لكسب المال لأنك تحس أن المال الذي تجنيه ليس كافيًا، فالتركيز على ما هو إيجابي لا يفعل شيئًا سوى تذكيرنا مرة بعد مرة بما نحن مفتقرون اليه.
السعادة مشكلة
يروي كتاب فن اللامبالاة في هذا الفصل قصة الأمير الذي كان يعيش حياة الترف فقرر التسلل خارج أسوار القصر، فيرى معاناة البشر لأول مرة لينصدم مما رأى، فيقرر أن يهرب خلسة من القصر لعيش هذه المعاناة، ومرت السنين ليدرك أن حياة المعاناة لم تزوده بالبصيرة التي رغب فيها، فقرر أن يجلس تحت شجرة عند ضفة النهر، وألا ينهض حتى تأتيه فكرة عظيمة، إلى أن يتوصل بعد تسعٍ وأربعين يومًا إلى إدراك عدد من الأمور العظيمة ليكون لنفسه فلسفة قدمها للعالم تقوم على أن الألم والخسارة أمران لا مفر منهما، عرف هذا الأمير فيما بعد بإسم بوذا. يقول الكاتب ” أن المرء من الممكن أن يكسب السعادة مثلما يحقق لنفسه القبول في كلية الحقوق، وأن القلق وعدم الرضا جزءان أصيلان من الطبيعة البشرية.
يوضح كتاب فن اللا مبالاة أن السعادة تأتي من حل المشكلات، فالمشاكل ثابت من ثوابت الحياة، وحلك لمشكة معينة يخلق مشكلات جديدة، فعندما تحل مشكلتك الصحية عن طريق الذهاب إلى النادي، فإنك تخلق مشكلة إضطرارك إلى النهوض في وقت أبكر وتضطر للإستحمام وتغيير الملابس قبل الذهاب إلى العمل. تأتي السعادة من حل المشكلات وعدم تجنبها وعليك البعد عن إنكار الواقع وتجنب عقلية الضحية ولوم الآخرين أو الظروف على مشكلاتك.
لست شخصًا خاصًا مميزًا
يبدأ الكاتب هذا الفصل بالحديث عن أحد معارفه فقد كان شخصًا إيجابيًا نشطًا طوال الوقت ولا تجده إلا منشغلًا أشد الإنشغال في شيء ما، قد كان يبدو شخصًا يسعى لهدفه حقًا، ولكنه في الحقيقة كان شخصًا فاشلًا، كلام منغير فعل، وكان يقول أن اللذين يسخرون منه أو ينصحونه بالتخلي عن أفكاره أنهم أقل خبرة ولا يفهمون عبقريته وأنهم يضيعون على أنفسهم أكبر فرصة في حياتهم. يقول الكاتب أن مجرد إحساسك الجيد تجاه نفسك لا يعني شيئًا إلا إذا كان لديك سبب وجيه يجعلك تحس بذلك، ويسمي حلة صديقه بحركة تقدير الذات التي تقيس تقدير الذات من خلال مدى إيجابية إحساس الناس تجاه أنفسهم، فهم يشعرون بشعور زائد بالإستحقاق الذي يجعل الناس في حاجة لأن يكون لديهم شعور طيب تجاه أنفسهم حتى لو كان ذلك على حساب من حولهم.
قيمة المعاناة
يحتوي كتاب فن اللامبالاة قصة أخرى لملازم ياباني أمر أن لا يستسلم، فلم يصدق هذا الملازم أن الحرب إنتهت على الرغم من المناشير التي القتها اليابان بالتعاون مع الولايات المتحدة معلنة إنتهاء الحرب، فبقي في الأدغال لمدة ثلاثين سنة، ويسب العب لسكان المكان ويبدأ بقتل المدنيين والنوم على التراب والعيش على الحشرات القوارض إلى أن سمع به شاب مغامر، فقرر البحث عنه ووجده. إن الإنسان كثيرًا ما يقرر تكريس حياته من أجل قضية لا معنى لها، فعندما عاد هذا الملازم إلى اليابان إكتشف أنه لم يكن لقتاله أي معنى فاليابان التي حارب لأجلها لم تعد موجودة.
أنت في حالة إختيار دائم
إن الفرق الوحيد بين مشكلة مؤلمة ومشكلة تملأ كيانك كله طاقة هو إحساسك بأنك أنت من الختار المشكلة بنفسك وانك مسؤول عنها. يناقش كتاب فن اللا مبالاة قصة ويليام جيمس الذي كان يعاني من مشكلات صحيو وكان الفاشل الوحيد في أسرته، فقرر إجراء تجربة صغيرة وهي أن يمضي سنة كاملة يعتبر مسؤولًا عن كل ما يحدث في حياته وسيفعل كل ما في وسعه لتغيير حياته، ليصبح ويليام جيمس أب علم المفس الأمريكي، وأصبح من أكثر الناس تأثيرًا بجيله كله. لسنا قادرين على التحكم في ما يحدث لنا لكننا قادري على التحكم بتفسيرنا له، فلا وجود لشيء إسمه عدم الإهتمام بشيء على الإطلاق، لكن علينا أن نحدد ما الذي نوليه إهتمامنا والقيم والمقاييس التي نستند إليها.
الفشل طريق التقدم
ان هذا الفصل من كتاب فن اللامبالاة ناقش أن الفشل هو دافعك للتقدم. يقو الكاتب أنه كان محظوظًا، لأنه بدأ من الصفر، وعانى الفشل في حياته، ولم يتمكن من الحصول على وظيفة، فبدأ بالعمل عن طريق الإنترنت فلن يكون قد خسر شيئًا إذا لم يقرأ أحد مقالاته.
يقوم تطور كل شيء على آلآف خلات الفشل الصغيرة، وحجم نجاحك في شيء ما يعتمد على عدد مرات فشلك فيه. ونحن نكتسب تجنب الفشل من النظام التعليمي والإعلام، فيصل أكثرنا إلى حالة يخشى فيها الفشل، فتدفعنا غريزتنأ إلى تفاديه. ولا يمكننا أن نكون ناجحين إلا في الأشياء التي نكون مستعدين للفشل فيها.
وبعد ذلك تموت
خسر الكاتب صديقه المفضل، ما أدخله في موجة من الإكتئاب وكان يحلم به كثرًا، حتى جاءه إدراك مفاجئ بأنه إن لم يكن هناك سبب لفعل أي شيء، فما السبب أيضًا لعدم فعل شيء، ففي مواجهة حتمية الموت لا مبرر أبدًا لأن يستسلم المرء أمام خوفه أو حرجه أو شعوره بالخجل، فالأمر ليس أكثر من قبضة من اللا شيء. إذا أمضيت الجزء الأكبر من حياتك في تجنب ما هو مؤلم ومزعج عذا يعني أن تتجنب أن تكون حيًا.
اترك تعليقًا