علاقة القراءة بتطوير الذات

كثيراً ما نسأل ما علاقة القراءة بتطوير الذات؟ ولهذا السؤال إجابات عديدة. ولكن قبل الإجابة، علينا أن نستذكر أن مصادر المعرفة كثيرة منها وسائل الإعلام، الجرائد والمجلات والندوات الثقافية وعلى رأسها الكتاب والقراءة. 

السفر بالكتب كالسفر بالبلدان، تقرأ كتاباً عن اليابان فكأنك زرت اليابان. سُئِل العقّاد هل سافرت كثيراَ؟ فأجاب: أنا دائم السفر بالكتب من خلال البلدان التي أقرأ عنها. وفي الآونة الأخيرة أصبحت القراءة والكتب في حرب مع وسائل النهضة التكنولوجية، حيث يسعى البعض لإبعاد الكتاب عن مواجهة الحياة لذلك يحاولون الإستعاضة عنه بوسائل التواصل الإجتماعية،  فتتفشى الأمية الثقافية عند شبابنا. وكلما ابتعدنا عن الكتاب والقراْة قل الإرتقاء بذاتنا وبالتالي تطويرها. 

إذن علاقة القراءة بتطوير الذات هي علاقة وطيدة، كلما ابتعدنا عن القراءة قل ابداعنا، لذلك نجد الكثير من الشباب يحصلون على معدلات عالية بالثانوية العامة ولكن أُميّون ثقافيا. والإهتمام بالكتاب مسؤولية جماعية، تبدأ من الأسرة فالمدرسة فالجامعة، فيتخرج الفرد محباً للقراءة ويكون إنساناً مبدعاً ويستطيع الإرتقاء بذاته.

القراءة هي مصدر الحكمة والمعرفة، كلما قرأت كتاباَ عزيزي القارئ، زادت مفرداتك، وضفت إلى قيمك الأخلاقية، بالتالي النقاش مع الآخرين سيصبح أسهل وبأعلى جودة، كلما قرأت زاد شغفك فستعرف طريقك، ستضئ الأنفاق العتمة وسيسهل حل المشاكل. القراءة غذاء ليس فقط للعقل وإنما للروح حيث أن ما وجدتُ احسن جليس من الكتاب. ولا ننسى أعزائي، أن للقراءة دور في تعزيز مهارة الكتابة، وزيادة قدرتك على التحليل والنقد، وهي بالأساس مصدر للترفيه بالتالي تقلل من التوتر.

ولذلك فإن القراءة من أهم عوامل تطوير الذات وسأعرض بعض السبل التي ستسهل عملية تطوير ذاتك من خلال القراءة.

1- أعرف ما تقرأ

إن كل كتاب يعطيك دافع لإن تطور من نفسك، عزيزي القارئ عليك إيجاد الثغرات التي تشعر بها، وأن تحاول أن توجه قراءتك لشيء يستطيع أن يحل هذه الثغرات. 

2- اختر مكان القراءة بعناية

عزيزي القارئ من السهل أن تمسك كتاباً وتقرأ، ولكن في هذا المقال نركز على علاقة القراءة بتطوير الذات، لذلك عليك أن تفهم كل ما تقرأ وتستفيد منه، وأن تستغله بأكبر مجهود لخدمة ذاتك وتطويرها. 

3- دوّن كل ما تفمه

إن تدوين من أهم الأشياء التي نفعلها لحفظ كل ما نقرأ ونفهمه، عزيزي القارئ دون أفكارك دائماً، لأن من السهل مراجعتها والإستفادة منها للإبداع بفكرة جديدة.

4- اكتشف أموراً جديدة

عزيزي القارئ، حاول دائماً أن تكتشف أمورا جديدة في كل ما تقرأ، قد تكون كلمة أو حتى جملة فتحت الآفاق لكي تسأل وتتعلم شيئاً جديداَ. حاول بأن لا تجعل لخيالك حدود عند القراءة، فهذا سينمي ابداعك ويحسن من ذاكرتك.