من منا لا يجد صعوبة بالغة في قضاء بعض الوقت مع أنفسنا، تحديدا في هذا العالم الذي أصبح سريع الوتيرة، ولقضاء بعض الوقت مع أنفسنا اهمية بالغة في فهم أنفسنا بالتالي التخطيط للمستقبل، ويعتبر التطوير الذاتي أمراً مهما يسعى إليه كل انسان في وقتنا الحالي لا سيما مع التطور والنهضة التكنولوجية، حيث أن هذه النهضة أظهرت الحاجة لبعض المهارات والعادات المميزة الذي علينا اكتسابها لمواكبة هذا العصر، فما ما هو التطوير الذاتي؟
التطوير الذاتي هو مجموعة العمليات التي يقوم فيها الأفراد مثل تقييم حياتهم الخاصة على جميع الأصعدة الشخصية والعلمية والفكرية والمهنية ومن ثم اتخاذ مجموعة من الإجراءات المناسبة لتطوير نقاط الضعف وبناء الشخصية ومن ثم مراقبة النمو الشخصي الذي شهدوه من بداية العملية وتقييم مدى الرضا عن أنفسهم.
إن لتطوير الذات أثر مهم لأن تحيى حياة سعيدة وتكون الافضل فيما تريد، لما يكمن من أهمية بالغة في التعرف على مهاراتك وقدراتك وتحويلها بطريقة ذكية لأداة تحارب فيها عقبات هذا الزمن وتقلباته، لا سيما أنه سوف يجعلك تستغل كامل جهودك المذهلة في التعرف على الإمكانيات التي تمتلكها وإدراك المستوى الفكري لديك.
إن مفهوم تطوير الذات يتضمن الكثير من الفئات منها الفكرية والروحية والجسدية، إلا أن العديد من الأشخاص يربطون تطوير الذات بالجانب النفسي ولا ضرار في ذلك، لأن مفتاح العقل هي النفس السليمة، يجب على كل منا أن يؤمن بأن قدراته هي التي ستجعله إنسان أفضل بالتالي سيكتسب مرونة التفكير السليم وزيادة الدوافع للاٌقبال على تطوير ذاته.
بالإشارة لتطوير الذات، يجب أن لا ننسى الأثر السلبي الذي يخلفه ركود الذات وعدم تطويرها الذي يؤدي بشكل مستمر إلى فقدان التركيز وتراجع الذكاء بالتالي التأثير على قدراته الإبداعية والعقلية، لذلك تطوير الذات ليس فقط مموعة عمليات يقوم الشخص بعملها لنفسه بل أيضا هي مجموعة النشاطات يقدمها الإنسان لغيره، من خلال تقديم المساعدات، النصائح، إظهار العواطف في الموقف المناسب، لا سيما أن الجانب الإجتماعي دور كبير في تنمية مهارات التواصل الفعال الذي نحتاجها جميعا لكي نرقى بذاتنا وبمجتمعاتنا.
ولتطوير الذات صلة واضة في الجانب العلمي والثقافي التي بدورها تحسن مكانة الإنسان في المجتمع بشكل أساسي، نأخذ مثال على تطويرفي الجانب العلمي، فمثلا الطبيب إذ لم يتابع نتائج الابحاث العلمية التي هي ضمن تخصصه فبالتالي يصبح عليه من الصعب التطور في عمله لأنه لا يعلم النتائج الحديثة، إذن كيف له أن يتطور في عمله إذ لم يتابع كل ما هو جديد في تخصصه.
ومن جوانب تطوير الذات الثقافي، متابعة القراءة حيث أن القراءة بشكل عام هي اقوى مصدر لإثراء المعرفة وتقوية المفردات بالتالي يصبح للإنسان تفكير ناقد بناء وأيضا حصيلة فكرية يستطيع أن يفيد نفسه وغيره أثناء أي نقاش أو حوار أو بالمناظرات التي تعمق الفهم الصحيح أو تصحيح الأفكار المغلوطة.
وبالنهاية يجب على كل منا التفكير بشكل فعال، بأهمية تطوير الذات على مستوى الأفراد ومن ثم المجتمعات، بحيث نصبح أرقى فكريا وأعلى مكانة، وتوسعة آفاق الموارد البشرية من خلال دعمهم واحترامهم وامتنانهم الذي ينعكس بشكل ايجابي على الصحة النفسية والجسدية.